Article
تبديد المخاوف المتعلقة بالتكنولوجيات النظيفة

تبديد المخاوف المتعلقة بالتكنولوجيات النظيفة

نوفمبر ٣, ٢٠٢٢

إزالة المخاطر من التكنولوجيات النظيفة: ما التكنولوجيات التي ستلزم للحدّ من الاحترار العالمي دون 1.5 درجة مئوية - وما التكاليف المرتبطة بها؟

الخبر السار هو أن كثير من التكنولوجيات النظيفة المطلوبة من أجل تحقيق سيناريو الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية متوفرة بالفعل من الناحية التقنية. بيد أن توسيع نطاقها سيتطلب استثمارات إضافية ضخمة في البحث والتطوير. اكتشفوا كيف يمكن أن يدعم نهج إزالة المخاطر ابتكار أحدث التكنولوجيات الجاهزة للسوق، وكيف يؤثر بشكل ملحوظ على خفض معدلات الانبعاثات.

إضافةً إلى الحلول الجاهزة للسوق، مثل الطاقة المائية، هناك العديد من التكنولوجيات النظيفة الأخرى التي لا تزال في مرحلة إعداد النماذج الأولية أو مرحلة تقديم العروض. وهنا تكمن الحاجة إلى آلية دعم فريدة ومركزية للحدّ من المخاطر المالية.
إضافةً إلى الحلول الجاهزة للسوق، مثل الطاقة المائية، هناك العديد من التكنولوجيات النظيفة الأخرى التي لا تزال في مرحلة إعداد النماذج الأولية أو مرحلة تقديم العروض. وهنا تكمن الحاجة إلى آلية دعم فريدة ومركزية للحدّ من المخاطر المالية.

إلا أن العديد من التكنولوجيات التي ستلزم لتحقيق مستهدفات إزالة الكربون بحلول عام 2030 متوفرة بالفعل فنيًا. فعلى سبيل المثال، إن الحلول الجاهزة للسوق -مثل الطاقة المائية، والتحليل الكهربائي، والمضخات الحرارية، وطاقة الرياح، والطاقة الشمسية- وصلت إلى مرحلة كافية من النضج من أجل التوظيف التجاري. أما الحلول الأخرى -مثل الغاز الطبيعي المرتبط باحتجاز الكربون وتخزينه، والتقاط الهواء المباشر لاستخراج ثاني أكسيد الكربون، والسفن التي تسير بالأمونيا أو الميثانول- فلا تزال في مرحلة إعداد النماذج الأولية أو مرحلة تقديم العروض. إجمالًا، بغض النظر عن مرحلة تطور التكنولوجيات، هناك حاجة إلى آلية دعم فريدة ومركزية للحدّ من المخاطر الموجودة دائمًا عندما يتم استثمار موارد مالية ضخمة في تبنّي تكنولوجيات جديدة. وهنا يأتي دور نهج إزالة المخاطر للحدّ منها. فهو مُصمم لدعم الاستثمارات الضخمة التي يتم ضخها في كل تكنولوجيا مطلوبة من أجل الوصول إلى تحقيق أثر ملحوظ على خفض الانبعاثات.

وتتوفر بالفعل العديد من التكنولوجيات الخضراء ذات الإمكانات العالية في السوق، لكن يلزم توسيع نطاقها.

ومن شأن خيارات التدخل التي تتكلف 100 دولار أمريكي أو أقل لكل طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون أن تخفض انبعاثات غازات الدفيئة العالمية في عام 2019 إلى النصف بحلول عام 2030؛ بما يتفق مع مستهدف خفض الانبعاثات اللازم للحدّ من الاحترار العالمي دون 1.5 درجة مئوية، بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. ولكن هذه التكنولوجيات الضرورية لتحقيق نسب الخفض هذه -برغم جدواها فنيًا- يجب أن يتم توسيع نطاقها بشكل كبير من أجل تقليص التكاليف إلى ما دون 100 دولار أمريكي لكل طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون. ونظرًا لانتشارهما واسع النطاق، فإن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مثالان على التكنولوجيات الخضراء التي توسعت إلى نطاق كافٍ لتكون مجدية اقتصاديًا. وقد انهارت التكلفة الموحدة للكهرباء لكلا التكنولوجيتين -بنسبة 90% للطاقة الشمسية و70% لطاقة الرياح- على مدار السنوات العشرة الأخيرة. إلا أنه لا تزال هناك الكثير من التكنولوجيات الخضراء الأخرى التي يلزم توسيع نطاق استخدامها بشكل أكبر. وتُعتبر إزالة ثاني أكسيد الكربون (CDR) واحتجاز الكربون وتخزينه (CCS) مثالين شارحين على تكنولوجيات حيوية لخفض الانبعاثات في مراحلها المبكرة لبعض القطاعات -مثل توليد الطاقة وإنتاج الأسمنت والمواد الكيميائية- حيث يكون الحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مكلفًا ومعقدًا. ففي حالة احتجاز الكربون وتخزينه، على سبيل المثال، يمكن بذل جهود مكثفة لتوسيع نطاق التكنولوجيات على مستوى محطة طاقة واحدة لاحتجاز الكربون من خلال ضخ المزيد من الاستثمارات وزيادة الطاقة الاستيعابية لاحتجاز الكربون: فمحطة طاقة تعمل بنظام الدورة المركبة بالغاز الطبيعي تتكلف 95 دولار أمريكي لكل طن من ثاني أكسيد الكربون في نظام احتجاز يستوعب 0.1 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، في حين أن محطة الطاقة نفسها بسعة احتجاز تستوعب 0.2 مليون طن سنويًا تتكلف نحو 75 دولار أمريكي لكل طن من ثاني أكسيد الكربون. وجدير بالذكر أن المحللات الكهربائية المستخدمة في إنتاج الهيدروجين تُعتبر مثالًا شارحًا آخر على ضرورة توظيف إزالة المخاطر من أجل تحويل تكنولوجيا محورية لإزالة الكربون إلى صورة مجدية تجاريًا. فالتكاليف الحالية باهظة بشكل طارد للاستثمارات، إلا أن هذه الاستثمارات لازمة لزيادة الطاقة الاستيعابية المثبتة التراكمية وتمكين تحسين كفاءة استهلاك الطاقة.

ومن أجل الوصول إلى نطاق كافٍ لجعل هذه التكنولوجيات تنافسية من حيث تكلفتها مقارنةً بالوسائل التقليدية، يلزم ضخ موارد مالية ضخمة. وتشير التقديرات إلى أن الاستثمارات الرأسمالية في التكنولوجيات الخضراء والبنية التحتية يجب أن ترتفع إلى 1.8 تريليون دولار أمريكي سنويًا في العقد الثالث من القرن، لتصل إلى نحو 3 تريليون دولار أمريكي في العقد الرابع من القرن، بغض تحقيق مستهدفاتنا المناخية. ويلزم توفير إجمالي استثمارات تراكمية يصل إلى 56 تريليون دولار أمريكي بحلول العام 2050، على أن يتم ضخ 30% منها في التكنولوجيات الخضراء. من شأن منهجية إزالة المخاطر أن ترسي أساسًا صلبًا للشركات وكذلك الحكومات من أجل توفير هذه الاستثمارات.

وستعمل إزالة المخاطر على تيسير تبنّي التكنولوجيات اللازمة في المراحل المبكرة في الوقت المناسب، علمًا بأن هذه التكنولوجيات تتطلب استثمارات ضخمة لتحقيق أثر ملحوظ في خفض الانبعاثات.

ونظرًا للدعم المالي المطلوب، فيجب على الشركات أن تجد طرقًا مبتكرة من أجل التخفيف من مستويات المخاطر المرتبطة بمثل هذا الحجم من الاستثمارات. ويمكن للشركات أن تتخذ إجراءات قبل انخفاض التكاليف. فنهج إزالة المخاطر مُصمم من أجل تكسير القالب النمطي المتبع من خلال فتح المجال أمام الاستثمار الخاص بمساهمات من القطاع العام، حتى تصل التكنولوجيات عالية التأثير ودرجات الجدوى الاستثمارية إلى مراحل مؤهلة للتمويل المصرفي. إن منهجية إزالة المخاطر تتطلب استكشاف وتحديد آليات الدعم المختلفة من مصادر متنوعة، بما في ذلك حزم الإعانات، والمشتريات المضمونة، والتحالفات الاستثمارية. وفي النهاية، يمكن تخصيص مجموعة مؤلفة من هذه الآليات من أجل طرح الحلول المناسبة لكل مشروع، مع مراعاة الاعتبارات الواجبة لتكنولوجيات معينة ومناطق محددة ودراسات جدوى الأعمال وإدارة المخاطر.

يُعتبر بناء التحالفات من أجل اجتذاب الاستثمارات والمشاركة في تنفيذ تكنولوجيات إزالة الكربون من عوامل النجاح في تطبيق منهجية إزالة المخاطر إذ يسمح للأطراف المشاركة بالاستفادة من أوجه التضافر فيما بينهم ومعالجة التحديات بطريقة منسّقة. في عام 2021، شهد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في غلاسكو (COP26) إبرام اتفاقيات تكميلية وبناء التحالفات والتكتلات من أجل تعزيز جهود إزالة الكربون على مستوى جميع القطاعات الصناعية والمناطق الجغرافية. فعلى سبيل المثال، يعمل التحالف الدولي الطموح للمناخ في الطيران -وهو اتحاد يضم 23 حكومة- على تطوير ونشر أنواع وقود الطيران المستدام للحدّ من الانبعاثات، وبالتالي الوصول إلى مستهدف 1.5 درجة مئوية للاحترار العالمي. ومن شأن حشد موارد متنوعة من مختلف البلدان والشركات بهذه الطريقة أن يجمع بين الاستثمار والخبرات من مصادر متنوعة، مما يؤدي بشكل طبيعي إلى تنويع المخاطر المرتبطة بالتوسع في إنتاج وقود الطيران المستدام. ومن الأمثلة الأخرى على هذا المسعى تمويل المشاريع، وهو بديل للتمويل المؤسسي الذي يمكّن المشاريع المغامرة من الانفصال عن الشركة الأم باعتبارها كيان ذي غرض خاص، وبالتالي الحدّ من المخاطر التي يمكن أن تواجهها الشركة الأم. ويمكن أن يعتمد تمويل المشاريع على الأموال من القطاعين العام أو الخاص، أو مزيج من القطاعين. وعادةً ما يتم نقل معظم المخاطر المرتبطة بالمشروع فيما بين مجموعة المساهمين لتقليل احتمالية تحقق المخاطر ولضمان جاذبية المشروع من الناحية المالية للمقرضين. وتُعتبر هذه الحالات أمثلة على كيف يمكن للتعاون أن يساعد في إزالة المخاطر من التكنولوجيات الرائدة اللازمة لاحتواء التغير المناخي. هذا العام، مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في شرم الشيخ (COP27) من المتوقع تشكيل تحالفات جديدة وطرح مواضيع مستحدثة. ونظرًا للحاجة إلى تعزيز جهود إزالة الكربون وتبنّي التكنولوجيات الخضراء الجديدة، يجب على الشركات أن تتخذ إجراءاتها بسرعة، على سبيل المثال، عن طريق متابعة التحالفات الناشئة وحزم الإعانات المقدمة، ثم الاشتراك معها عند طرح تكنولوجيات جديدة. اكتشف المزيد عن السبل المتوفرة لشركتك كي تتمكن من إزالة مخاطر التكنولوجيات وتساعد في الحد من الاحترار العالمي في بحثنا الأخير والمنشور على موقعنا لمنتجات المطروح خلال تسريع عملية إزالة الكربون

التسجيل في نشرتنا الإخبارية

Stay current with our latest insights on sustainability and climate action topics. We will email you when new articles and studies are published.

جميع إصدارات هذه السلسلة
تحميل المزيد
قراءات إضافية
Portrait of David Frans
شريك أول
Frankfurt Office, Central Europe
+31 20 7960-600
Portrait of Yvonne Ruf
شريك أول
Dusseldorf Office, Central Europe
Portrait of Daria Koroleva
شريك
Frankfurt Office, Central Europe
تحميل المزيد